![]() |
يضع معرض "ضغط العالم" آخر أعمال بتول السحيمي في الواجهة.
جميع الأعمال المعروضة قامت الفنانة بتنفيذها العام 2008. في هذه الأعمال تحول الفنانة أو تعيد تشكيل أدوات الحياة اليومية إلى أدوات للمقاومة والإلتزام الأخلاقي. فقِدر الضغط التي هي أكثر الأدوات حضوراً وإلفةً لدى النساء في المغرب تتحول هنا بطريقة غريبة وتأخذ شكلاً مفتوحاَ. يرقى هذا العنصر العملي المنزلي إلى مساءلة التقاليد والمواضعات الإجتماعية، ولاسيما علاقة النساء بهذه الرموز التي تخصّ الحياة البيتية.
تحرّك بتول السحيمي هنا مسيرة الاحتجاج وتتفق مع بعض الإجراءات الجمالية في تشكيلها بورتريه برانكوزي بأدوات المطبخ المغربيّ. قد يبدو عمل بتول هذا عملاً إنتهاكياً (سوبفرسيف) بقدر ما هو فنها غريب قياساً إلى مجتمع تقليدي. لكن، ألم يصبح برانكوزي نفسه معياراً فنياً و قيمة عالية في الفن الغربي عندما حرّض أكبر إجراء يتصل بمعايير تعريف الفن؟
هذا المعرض، هو كذلك، يترجم عن قيم (أو أخلاقيات) فنان يعيش في مجتمع دائم التحول.
إذ تُعرَّف غاية الفنّ بقابليته لمخاطبة العالم إطلاقاً. ذلك أنّ لغة الفنّ تعبّر عن الأثر الفكري التأملي لبادرة الفنان. من هنا نقول، إنه إذا كان إنتاج عمل فنّي هو تعبير عن مقاومة، فإنّ عرضه يصبح هجوماً للفعل في العالم.